النشاط البدني يساعد على تخفيف الوزن

الممارسة المنتظمة للنشاط البدني تساعد الجسم على محاربة الأمراض

ممارسة النشاط البدني تبقيك نشيطاً

ممارسة النشاط البدني ترفع معدل اللياقة لديك

النشاط البدني غير محصور بعمر معيّن، فالصحة للجميع

الأحد، 6 أكتوبر 2013

المشي والنشاط البدني هما جواز السفر إلى الصحة

كشف متخصص سعودي في طب الأسرة والمجتمع أن فوائد المشي على أنسجة وأعضاء وأجهزة الجسم تتداخل بصفة شاملة وتؤدي إلى مجموعة من الآثار الإيجابية على الصحة العامة للإنسان، مشيراً إلى أن المشي يقي بإذن الله تعالى من العديد من الأمراض مثل أمراض القلب.
وأوضح طبيب الأسرة والمجتمع الدكتور صالح سعد الأنصاري في محاضرة ألقاها في الرياض مساء أمس الجمعة تحت عنوان: "صحتك في المشي" أن المشي يقلل مخاطرالإصابة بأمراض السكري, كما يقلل مخاطر الإصابة بأمراض السمنة مقارنة بنمط المعيشة الخامل, كما يقلل مخاطر الإصابة بالأمراض النفسية والوحدة.
وأضاف أن المشي الجاد المنتظم يقلل أيضا من احتمالات الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم، كما أنة يؤخر ظهور أعراض الشيخوخة ومشكلاتها الصحية ويخفض الوزن المثالي للجسم, ويقلل الشهية للأكل خاصة لدى البدناء، وينظم عملية الهضم والتبول, كما يخفض المشي الجاد المنتظم نسبة الكوليسترول الضار, ويرفع نسبة الكوليسترول المفيد في الجسم الأمر الذي يقود بإذن الله إلى الوقاية من تصلب الشرايين وحدوث جلطات القلب والدماغ بإذن الله.
وتابع الأنصاري أن الانتظام في المشي يعطي الجسم شكلاً متناسقاً بسبب اشتدادعضلات جدار البطن وعضلات الظهر, ويظهر الشخص أصغر من عمره الحقيقي, كما أظهرت التجارب أن المشي يرفع الطاقة والشعور بالسعادة، لافتا إلى أن الشعور بالسعادة وتحسن المزاج يأتيان في المشي المنظم من عدة مصادر منها زيادة إفراز هرمونات الإندورفينات التي يسميها العلماء "هرمونات الشعور بالسعادة"، كما ينتج عن تحسن الدورة الدموية وتروية الدماغ بمعدلات أكبر، كما أظهرت الدراسات أن ضعف النشاط البدني وزيادة الوزن مجتمعين يحددان ما يقارب من خمس إلى ثلث أمراض السرطان وبالذات سرطان المريء، وأثبتت العلاقة الإيجابية بين النشاط البدني والرياضة المنتظمة وبين الوقاية من أمراض السرطان مثل سرطان الجهاز الهضمي وسرطان البنكرياس وسرطان الثدي لدى النساء.
وأظهرت الدراسات أن النشاط البدني يؤدي على المدى القريب إلى تخفيض ضغط الدم, ويستمر هذا الأثر لعدة ساعات بعد انتهاء التمرين الرياضي, وتبدأ هذه الفائدة في الظهور بعد أسبوعين فقط من المشي المنتظم، لافتا إلى أن الرياضة قد تغني المصابين بارتفاع ضغط الدم الخفيف عن الدواء وبالذات مع المحافظة على الوزن الطبيعي.
وقال طبيب الأسرة والمجتمع الدكتور صالح سعد الأنصاري: إن من فوائد المشي تأخير ضمور العضلات وضعف العظام وهشاشتها, وتحسين مرونة المفاصل, وانتظام التنفس.
وأجاب الدكتور الأنصاري على سؤال افتراضي: كيف نمشي؟ فقال إن من الأنسب أن يكون المشي جاداً مع رفع الرأس والنظر إلى الأمام, وإبقاء الكتفين إلى الخلف دون شد، وجعل عضلات البطن مشدودة قدر الإمكان إلى الداخل، وعند الحاجة إلى المشي بسرعة لا تجعل خطواتك واسعة بل قم بزيادة سرعة الخطوات وعددها, مبينا أن من شأن هذه الوضعية أن تقلل من التوتر, وتزيد من تحصيل الفوائد الصحية من المشي.
وبشأن مسافة المشي ومدته أفاد الدكتور صالح الأنصاري أن المدة والمسافة وعدد الأيام المطلوبة في المشي أسبوعاً لرفع اللياقة والحفاظ على الصحة كلها تعتمدعلى عدة عوامل منها: العمر والوزن والحالة الصحية العامة, وطبيعة النمط المعيشي للإنسان، مشيرا إلى أن المصادر العلمية تختلف في تحديد القدر المطلوبمن المشي للمحافظة على الصحة واللياقة البدنية.
وقال : إنه ذا كان الهدف من المشي رفع اللياقة البدنية العامة, وتحصيل فوائد المشي على أنسجة وأجهزة الجسم والصحة العامة فإن المدة الموصى بها تتراوح بين30 و60 دقيقة, على أن تمارس من 5-7 مرات في الأسبوع، أما إن كان الهدف هو رفع اللياقة البدنية إلى حدود تنافسية, أو تحقيق مزيد من اللياقة القلبية التنفسية أو تخفيض الوزن فيمكن إضافة رياضة أخرى يتم فيها التركيز على رفع اللياقة العامة مثل الركض لمسافات طويلة، كما يمكن إضافة رياضة أخرى تركز على الجزء الأعلى من الجسم باستخدام الأثقال أو أجهزة الجمنيزيوم.
وعن مكان المشي أفاد أن من المهم أن يكون مكان المشي آمناً, وخالياً من التقاطعات والزوايا الحادة، وهو ما يتوفر بجوار الأسوار الطويلة، ومن المهم أن يكون السور أو المضمار بعيداً عن طرق السيارات بالقدر الآمن, فكثير من حوادث الطرق قد تجنح فيها السيارات إلى الأرصفة المجاورة، كما أن من المهم أيضاً أن يكون المشي بعكس اتجاه حركة السيارات لكي يتم التنبه للسيارات القادمة من الأمام، ومن فوائد السير بعكس حركة السيارات تجنب أولئك الذين يعرضون خدماتهم بالركوب, ولا يدركون أن المشي هو هروب من استخدام السيارات، كما قد يساعد تكرار المشي في نفس الوقت والمكان يومياً في زرع عادة المشي والانتظام عليها.
وردا على سؤال عن الفرق بين المشي والجري أوضح الدكتور صالح الأنصاري أن المشي من (30 – 60 دقيقة, بمعدل 5-7 مرات أسبوعياً) يكفي لتحصيل الفوائد الصحية العامة، أما الجري وإن كان فيه اكتساب أعلى للياقة إلا أنه وعند الحديث عن عادة مستمرة طوال العمر, فيعتقد أن الجري المستمر ذو أثر سلبي على الركبتين, وقد يعجل بشيخوخة مفاصل الركبة والالتهابات المزمنة، وذلك ناتج عن تكرار الاحتكاك المتواصل بين الأغشية المغطية لمفصل الركبتين بخاصة إن كان الجري يتم على أرض أسمنتية صلبة, أو باستخدام حذاء ذو أرضية صلبة.
وفيما يتصل بحذاء المشي أبان أن المشي لا يحتاج إلى تجهيزات خاصة, إلا أن اختيار الحذاء من أهم أسرار النجاح في المشي المنتظم, وجعله ممتعاً ومفيداً،مبينا أن حذاء المشي يختلف عن الأحذية الرياضية الخاصة بالرياضات الأخرى ككرة القدم, أو التنس الأرضي وذلك لأن الآلية الميكانيكية لحركة القدم المتكررة خلال المشي تختلف عنها في الرياضات الأخرى، ناصحا أن يكون حذاء المشي ذا كعب عريض ونعل مرن في الوسط وأن يكون حاضناً للكعب دون أن يكون ضيقاً علية, وأن يسمح بقدر كاف من حرية الحركة لأصابع الرجل في الجهة الأمامية, ومن المفضل أن تسمح مادته بتهوية القدمين.
وفيما يتصل بالوقت المفضل للمشي أوضح الأنصاري أن الأوقات التي يكون المشي فيها أفضل من غيرها, هي أن يترك الاختيار للممارس نفسه، مبينا أن المشي بعد صلاة الفجر يكسب الجسم نشاطاً خاصاً لأن الجسم يستفيد من غاز الأوزون الذي يزيد النشاط, والتعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية المفيدة في بناء العظام، كما أن المشي هذا الوقت مثالي للتأمل ويأتي بعد ساعات الراحة والنوم فيكون التفكير فيه صافياً ومركزاً، كما أن بداية اليوم بالمشي يوفر قدراً من النشاط, وفرصة جيدة لاستغلال الوقت من ساعات النهار الأولى، ويساعد المشي بعد وجبة خفيفة في الساعات الأولى من الليل على الهضم, كما يساعد على جلب النوم ويحسن طبيعته.
وقال إن المختصين يعتقدون أن ممارسة نشاط بدني كالمشي بعد الأكل ليس فيها ضرر على الشخص السليم, بل إن ممارسة المشي بعد الأكل يساعد على حرق سعرات حرارية أكثر, حيث يتم صرف طاقة حرارية أكثر تقدر بـ 15%عما بقى الشخص بعد الأكل بدون مشي.
وقدم الدكتور الأنصاري نصائح مهمة للبدء واكتساب العادة مشيرا إلى أن من المهم لكل شخص ينوي البدء في ممارسة رياضة المشي القيام ببعض الإجراءات للبدء في المشي واكتساب هذه العادة، فمن الضروري جداً استشارة الطبيب وبالذات إن لم يكن الإنسان قد مارس الرياضة منذ سنوات بعيدة, أو إذا كان عمره يزيد عن الأربعين, فقد يحتاج الأمر إلى إجراء بعض الفحوص الطبية للتأكد من أن المشي لن يسبب مشكلة كامنة لم ينتبه لها، كما ينصح بالبدء التدريجي, والتخطيط الجيد والملائم لكل شخص وخصوصيته.
وانتهى المحاضر إلى التقرير أنه بعد البدء من المستحسن أن يكافئ المرء نفسه عند الوصول إلى كل مرحلة والانتظام فيها، وذلك بإيجاد الحوافز مثل شراء لبس جديد أو هدية تكافئ بها نفسك, وبضمان أفضل ظروف المشي, وذلك باختيار اللبس المرن المريح جيد التهوية والمناسب لدرجة حرارة الجو, ولبس الحذاء المريح للقدمين والمرن جيد التهوية مع لبس الجوارب القطنية, وتجنب أشعة الشمس.
وختم بالقول "لا تنس أن تمشي مهما كنت مشغولاً حتى لا تنقطع"، لافتا إلى أن مائة وخمسين عالما ومتخصصا من مختلف دول العالم اجتمعوا في وقت سابق لوضع تقرير عالمي عن النشاط البدني، وانتهوا في تقريرهم إلى القول إن "المشي والنشاط البدني هما جواز السفر إلى الصحة".
نقلاً عن صحيفة الاقتصادية ..




النشاط البدني وقت الفراغ يضيف للعمر أكثر من أربع سنوات!

ذكر موقع "ساينس ديلي " العلمي على الانترنت أن الدراسة توصلت إلى أن الاشخاص الذين يقومون بنشاط بدني في أوقات فراغهم يضيفون لأعمارهم نحو اربعة أعوام ونصف .
ولتحديد عدد السنوات التي يضيفها النشاط البدني  للعمر في مرحلة البلوغ والتي تترجم مباشرة إلى  زيادة متوسط العمر المتوقع  قام الباحثون بفحص بيانات أكثر من 65 ألف شخص بالغ غالبيتهم عمرهم 40 عاما فما فوق.
وتوصي وزارة الصحة الامريكية البالغين ممن تراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما بممارسة نشاط بدني معتدل بشكل منتظم لمدة 5ر2ساعة أو25ر1 ساعة  من النشاط البدني القوي أسبوعيا .
كما تبين للباحثين أن الارتباط بين النشاط البدني ومتوسط العمر المتوقع متماثل بين الرجال والنساء وأن السود زادت أعمارهم أكثر من البيض.
والعلاقة بين متوسط العمر للحياة والنشاط البدني كانت أقوى بين أولئك الذين لديهم تاريخ مع مرضي السرطان والقلب أكثر من بين الاشخاص الذين ليس لديهم أي تاريخ  مع هذين المرضين.
وقال مين لي أستاذ الطب بجامعتي هارفارد وكمبردج، ، والذي شارك في الدراسة ، "لابد لنا أن نفهم  مدى أهمية النشاط البدني للصحة ... فحتى  قدر بسيط منه يمكن أن يضيف سنوات إلى أعمارنا.




النشاط البدني والسرطان

يعد النشاط البدني أحد أهم العوامل التي تحافظ على الصحة والعافية. فالنشاط البدني من أهم الأشياء التي يمكنك عملها لتقليل خطر الإصابة بمرض السرطان، خاصة سرطان الأمعاء. فضلاً عن ذلك، يقلل النشاط البدني من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وبطانة الرحم (الرحم)، والرئة، والبنكرياس، والمبايض.

كما يساعد النشاط البدني على الوقاية من أمراض القلب والسكر، والحفاظ على الوزن الصحي للجسم، فمن المعروف أن زيادة الوزن أو السمنة تعتبر من عوامل الخطر المؤدية إلى الإصابة بأنواع عديدة من السرطان. وهو يساعد أيضاً على الشعور بالتحسن من خلال إمداد الجسم بالطاقة والحيوية.

توصي الإرشادات القومية للنشاط البدني بأستراليا، بممارسة نشاط بدني متوسط الشدة لمدة 30 دقيقة على الأقل مثل السير في أغلب أيام الأسبوع أو كلها. كما ينبغي ممارسة بعض التمرينات القوية بانتظام، إن أمكن، للتمتع بمزيد من الصحة واللياقة.
للوقاية من الإصابة بالسرطان، فإن الأدلة العلمية تشير إلى أن أفضل الوسائل لذلك ممارسة النشاط البدني بشكل أكبر ومنتظم. وللوقاية من الإصابة بالسرطان، فإن الأدلة العلمية تشير إلى أن أفضل الوسائل لذلك ممارسة النشاط البدني بشكل أكبر ومنتظم.وتقترح الأبحاث الآن أن ممارسة أي نشاط معتدل لمدة 60 دقيقة أو أكثر  (مثل السير السريع، أو قص الأشجار، والسباحة بسرعة متوسطة)، أو نشاط قوي لمدة 30 دقيقة أو أكثر (مثل الأيروبكس، أو الركض، أو ركوب الدرجات) يومياً، هي الأفضل لتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
إذا كنت تعاني من حالة طبية، أو إذا لم تكن متأكداً من قدرتك الصحية، قم باستشارة الطبيب قبل البدء في ممارسة أية أنشطة قوية.
تعتبر رياضة السير هي الأفضل لأنك لست بحاجة إلى الاشتراك في صالات الجيم حتى تصبح أكثر نشاطاً.

على أية حال، يمكنك الاختيار الأنشطة التي تستمتع بممارستها، والتي تتلاءم مع عاداتك اليومية. إذا كنت غير نشيط بطبيعتك، فإن أي زيادة في النشاط ستكون مفيدة للغاية.
  • أصعد السلم ولا تستخدم المصعد الكهربي.
  • ترجل من الحافلة / القطار قبل وصولك إلى غايتك المقصودة وأكمل باقي الطريق سيراً.
  • تحدث مع رفقائك ولا ترسل لهم بريداً إلكترونياً.
  • اذهب في نزهة وقت الغداء.
  • توقف بسيارتك قبل الوصول إلى وجهتك وأكمل الطريق سيراً على الأقدام.
  • تمتع بممارسة بعض الأنشطة مثل ركوب الدراجات، وألعاب الكرة، والالتحاق بفريق رياضي.
  • قم بالسير مع صديق أو التحق بمجموعة للسير.
  • خذ دروساً في الرقص.
  • حاول ممارسة بعض التمارين في صالة الجيم.
  • أثناء مشاهدة التلفاز، قم ببعض تمارين الاستطالة البسيطة.
  • قم بأداء بعض الأعمال المنزلية الأكثر قوة مثل التنظيف بالمكنسة وقص الحشائش.

نقلا عن موقع Cancer Council




وصفة النشاط البدني أثناء العمل ووقت الفراغ

ذكرت صحيفة الوسط البحرينية مقالاً بعنوان "وصفة النشاط البدني أثناء العمل ووقت الفراغ"، حيث ذكرت الكاتبة عبير الغاوي - استشارية طب عائلة - المكونات المطلوبة لتحقيق الفوائد الصحية والنفسية والعقلية والروحية .. حيث قالت :



جميعنا يدرك أهمية النشاط والحركة كأحد مقومات الصحة والسعادة وبالرغم من ذلك يبقى هذا الموضوع من الأهداف الشخصية المؤجلة، ربما حتى الأسبوع القادم أو الشهر القادم أو مع الاشتراك في النادي الصحي الفلاني أو حتى تتوفر الميزانية الكافية لشراء أجهزة رياضية وفي معظم الوقت يكون السبب في التأجيل أما ضيق الوقت أو الإحساس بالتعب أو هما معا. ومهما اختلفت الأسباب اسمحوا لي أن أقول أنها عوائق بسيطة وحلولها سهلة إذا توفر الإيمان العميق بأهمية النشاط البدني و إذا عرفنا مردوده على صحتنا وحالتنا المزاجية. إذاً قد نتفق أن التحدي الأصعب هو كيف نحفز العزيمة ونقوي الإرادة.
وبداية اذكر بتأثير الحياة الخاملة في الإصابة بعدد كبير من أمراض العصر حيث يعد قلة النشاط البدني السبب الثالث للوفاة في العالم وعلى العكس من ذلك فأن ممارسة الرياضة المنتظمة تخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان بمعدل 40 في المئة على اقل تقدير ومن داء السكر من النوع الثاني بمعدل 30 في المئة ويحسن النشاط البدني من ضغط الدم والكولسترول ويقي من هشاشة العظام ويساعد في الحفاظ على وزن صحي بل أن الرياضة المنتظمة وابسطها المشي ترفع من الطاقة الايجابية وتعزز الشعور بالسعادة وتقوي الذاكرة وتحسن نوعية النوم. إن الوقت الذي نقضيه في الرياضة يساعد على التأمل والتفكير وفي الحصول على هدوء البال والاسترخاء والتخلص من التوتر والقلق. وفي المقابل فأن الجلوس لساعات طويلة في العمل أو لمشاهدة التلفاز أو استخدام الحاسوب يضاعف من الإصابة بداء السكر وأمراض القلب حتى لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة المنتظمة وهذا لا يقلل من أهمية النشاط البدني والتمارين الرياضية التي تمارس في أوقات الفراغ ولكن يؤكد على أن بقية النهار يجب أن لا يقضي في الجلوس فقط. وإذا كان الحال كذلك علينا أن نفكر كيف يمكن أن نزيد من حركتنا خلال أعمالنا اليومية المعتادة.
إن الوصفة المطلوبة لتحقيق كل هذه الفوائد الصحية والنفسية والعقلية والروحية بسيطة جدا ولها مكونان أساسيان يجب الحرص على توافرهما معا معظم الوقت : المكون الأول هو زيادة نصيب الفرد من النشاط والحركة في جميع أعماله التي يؤديها طوال اليوم والمكون الثاني من الوصفة فهو ممارسة نشاط بدني بشكل منتظم.
إن تعويد النفس على الحياة النشطة مهم جدا وقد يتطلب في البداية بعض التخطيط و ابتكار آليات للتذكير والتنبيه من اجل ضمان الاستمرارية فعلى سبيل المثال ينصح بإيقاف السيارة في موقف بعيد واستخدام السلالم بدل المصعد والمشي او استخدام الدراجة الهوائية للذهاب للمتجر والمساعدة في القيام ببعض الأعمال المنزلية و رعاية الأطفال أو عمل حركات رياضية بسيطة مع الفواصل الإعلانية أثناء مشاهدة التلفاز و هكذا. حتى مع الأعمال التي تعتمد على الجلوس لساعات طويلة ، فعند إجراء مكالمة هاتفية أو الحديث مع زميل في العمل يمكنك الوقوف والحركة وقد يحدث هذا فرق كبير .
وبالنسبة للمكون الثاني من الوصفة وهو ممارسة نشاط بدني منتظم ,قد يكون احد النوعين التاليين: نشاط بدني متوسط الشدة (150 دقيقة خلال الأسبوع الواحد أي ما يعادل 30 دقيقة خمس مرات في الأسبوع ويمكن تأدية النشاط دفعة واحدة لمدة 30 دقيقة أو بصورة متقطعة لمدة 10 دقائق في المرة الواحدة) أو نشاط بدني مرتفع الشدة (75 دقيقة خلال الأسبوع الواحد أي ما يعادل 25 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع) أو خليط من النوعين. ونقصد بالنشاط البدني المعتدل أنه عند أداء النشاط تتسارع ضربات القلب و التنفس بشكل ملحوظ ولكن لا يزال بإمكان الشخص إتمام المحادثة و الأمثلة على ذلك كثيرة مثل المشي بسرعة و أعمال الحديقة الخفيفة (تقليم الأشجار أو استخدام جزازة العشب) و الرقص والسباحة واللعب بنشاط مع الأطفال و ركوب الدراجة بسرعة معتدلة .أما النشاط البدني المرتفع الشدة فيكون مصحوب بزيادة معدل ضربات القلب بصورة كبيرة ، ويكون التنفس أكثر صعوبة و سرعة لدرجة عدم القدرة على إجراء حوار. وتشمل الأمثلة الركض و السباحة وقفز الحبل والألعاب ذات القدرة على المنافسة الرياضية مثل كرة القدم و كرة السلة.
ونظرا لأهمية الرياضة وضرورة الاستمرار بها وتبنيها ضمن حياتنا اليومية فانه كما نرى الخيارات كثيرة جدا و ليس من الضروري التقيد بالاشتراك في نادي صحي أو شراء أجهزة رياضية أو أي من شانه أن يعطل ويعيق ممارستها وعليه فان رياضة المشي هي أكثر الرياضات المعتدلة جاذبية وسهولة وأمان ولا ننسى استخدام الحذاء الرياضي المناسب و استشارة الطبيب عند الحاجة خاصة لمن تزيد أعمارهم عن الأربعين سنة أو من لديهم مشاكل صحية وخصوصا في القلب و الأوعية الدموية.
يجب أن نختار النشاط الذي نحب و بما تسمح به ظروفنا و إمكاناتنا المتوفرة ونبدأ بخطوات بسيطة في محيطنا الآمن ونتدرج في الوقت وحدة النشاط حسب مستوى لياقتنا ونزيد السقف تدريجا حتى نصل للهدف المنشود.




النشاط البدني والغذاء الصحي وعلاقتهما بالصحة البدنية والنفسية

ذكر الدكتور زائد الطويرقي - قسم التربية الرياضية بجامعة أم القرى - أن هناك علاقة وطيدة بين النشاط البدني والغذاء الصحي بالصحة البدنية والنفسية.. حيث قال:



أثبتت العديد من الدراسات بأن ممارسة النشاط البدني المعتدل (على الأقل) بشكل منتظم يساعد الفرد في الحفاظ على صحته البدنية والنفسية وكذلك على رفاهيته وتحقيق الوزن الصحي له. وفي المقابل فان قلة ممارسة النشاط البدني بصورة غير منتظمة والراحة قد تساهم في تعرض الفرد لأمراض خطيرة قد توثر على صحته وعلى المجتمع من حوله( بلير واخرون 1996, فالتشر واخرون 1996, ليون 1997).
في هذه المقالة, سوف يتم التطرق الى التأثيرات البيئية على زيادة الوزن (النظام الغذائي, نمط الحياة), مقدار النشاط البدني الذي يحتاجه الفرد من أجل الصحة العامة وكذلك من اجل انقاص الوزن والتحكم فيه وايضا العادات الغذائية المساعدة في تحقيق الوزن.

التأثيرات البيئية على زيادة الوزن و السمنة
أثبتت العديد من الدراسات أن الجينات قد تساهم بشكل ضئيل في زيادة الوزن و السمنة. وطبقا لهذه الدراسات فان بقية الأسباب تمثل التأثيرات البيئية . هناك عوامل بيئية عديدة تساهم في زيادة الوزن تشمل هذه كمية الطاقة المستهلكة والمستنفذة على حدا سواء. وترتبط التأثيرات البيئية بتناول الطعام وسلوكيات النشاط البدني. وقد اشارت الكثير من الأبحاث الى أن السبب الرئيسي لارتفاع معدل انتشار السمنة هو مزيج من التغيرات في أنماط العادات الغذائية والأطعمة الغنية بالدهون والوجبات الغذائية الغنية بالطاقة بجانب قلة النشاط البدني (الخمول).

10051_416304565105265_766790134_n
نمط الحياة
نمط الحياة عامل مهم في تطور السمنة والسيطرة عليها. وقد أظهرت كثير من الدراسات الجماعية والمستعرضة بوجود علاقة قوية بين السمنة وقلة النشاط البدني (وليامسون واخرون 1993). ولكن هناك تضارب في الآراء حول هذا: هل تودي قلة النشاط البدني الى السمنة او السمنة تودي الى قلة النشاط (ديبرتو 1995). ولكن وجدت العديد من الدراسات بان قلة النشاط البدني تساهم في زيادة الوزن وكذلك خطر الاصابة بالأمراض القلبية والسكرى من النوع الثاني (ليون 1997, بافنبارجر واخرون 1993). ولعل قلة ممارسة النشاط البدني في مذكرات الافراد الذين يرغبون في انقاص اوزانهم احد الاسباب في زيادة وزنهم. وفي دراسة عن النشاط البدني والسمنة ونمط الحياة قام بها مارتينيز واخرون (1999) بأخذ عينة من 15 دولة اوروبية حيث وجدوا بان هناك علاقة قوية بين السمنة وزيادة وزن الجسم مع نمط الحياة بجانب قلة النشاط البدني. من جهة اخرى هليرنانديز واخرون (1999) أجروا بحث حول العلاقة بين السمنة والنشاط البدني وبرامج التلفزيون وغيرها من اشكال الترفيه في المكسيك. حيث ذكروا ان انتشار السمنة بين الافراد متعلق بقلة النشاط البدني ومشاهدة التلفزيون لفترات طويلة.
12-07-21-754825965
ما هو مقدار النشاط البدني الذي يحتاجه الفرد من اجل الحفاظ على الصحة العامة
يوصى خبراء الصحة بان لا يقل النشاط البدني عن ساعتين ونص من النشاط البدني المعتدل او ساعة وربع من النشاط البدني الهوائي القوي خلال الاسبوع. هذه الكمية من النشاط البدني قد تساعد في تقليل الاصابة ببعض الامراض المزمنة مثل امراض القلب ( منظمة الصحة العالمية 2002)
247549_207042729334533_7936792_n
ما هو مقدار النشاط البدني الذي يحتاجه الفرد لانقاص الوزن و السيطرة عليه
الناس يحتاجون الى كميات مختلفة من النشاط البدني ليفقدوا وزنهم او يسيطروا عليه. وقد تلاحظ في معظم الاحيان ان عليك القيام بنشاط بدني اكثر او اقل من غيرك. ومقدار النشاط البدني لانقاص الوزن يختلف اختلف كثيرا بين الناس. على سبيل المثال بالنسبة للأفراد الخاملين في البداية قد يفقدون وزنا بمجرد اتباع الحد الأدنى من النشاط البدني اللذتي اوصت به منظمة الصحة العالمية وهو 30 دقيقة يوميا من النشاط البدني معظم ايام الاسبوع. ولكن بالنسبة  لكثير من الناس فانهم يحتاجون كمية اكثر من النشاط البدني لانقاص أوزانهم. بعض الافراد يحتاجون ل 300 دقيقة  من النشاط البدني المعتدل, او 150 دقيقة من النشاط البدني القوي خلال الاسبوع لأجل انقاص الوزن. بالنسبة لهؤلاء الافراد فعليهم بناء لياقتهم البدنية كل اسبوع وذلك بزيادة الوقت او الشدة او التكرارات. ومن الخطاء الزيادة فيهم جميعا. ولقد اكدت بعض الابحاث بان التمرينات عالية الشدة ولفترات قصيرة اكثر فائدة في انقاص الوزن من التمرينات متوسطة الشدة لفترات طويلة. ومن وجهة نظري اعتقد ان الجمع بين التمرينات عالية الشدة ومتوسطة الشدة في البرنامج التدريبي الاسبوعى له اثر اسرع في انقاص الوزن. واما من اجل الحفاظ على الوزن الصحي بعد فقده  فلابد من مواصلة النشاط البدني. حيث تشير الابحاث الى ان النشاط البدني مهم جدا لنجاح السيطرة على الوزن على المدى الطويل 
النظام الغذائي
النظام الغذائي يلعب دورا مهما في زيادة السمنة وكذلك التحكم بها. ولسنوات عديدة كان هناك شك حول مساهمة النظام الغذائي المفرط في السمنة. ولكن هناك دراسة الغت هذا المفهوم بالكامل حيث اوضحت هذه الدراسة ان هناك ارتباط بين السمنة وزيادة استهلاك الاغذية (يختمن واخرون 1992). ومما لا شك فيه فان الدهون توفر كمية كبيرة من الطاقة اكثر من البروتينات والكربوهيدرات مما يساهم في زيادة الوزن و السمنة. وفي المقابل فان استهلاك الكربوهيدرات والبروتين قد يساعد على تنظيم الوزن بجانب الاحساس بالشبع وبالتالي تقليل كمية الدهون بالجسم. في حين ان الفواكه والخضروات توفر سعرات حرارية اقل مقارنة بالبروتين والكربوهيدرات. لا سيما اذا كانت تحل محل الاطعمة الغنية بالدهون (وزارة الصحة والخدمات الولايات المتحدة, 1995,1998)
وللأسف في معظم البلدان المتقدمة والنامية هناك وفرة في كمية المواد الغذائية ذات السعرات الحرارية العالية. ولعل وجود هذه المواد الغذائية بالسوبرماركت وفي مطاعم الوجبات السريعة شجع على استهلاكها. ايضا كثرة المناسبات الاجتماعية والخاصة قد ساهم بشكل مباشر في الافراط في استهلاك الاطعمة ذات السعرات الحرارية العالية. وللأسف كثير من الناس عندما يستهلكون سعرات حرارية عالية فان السعرات التي يفقدونها ليست بنفس الكمية التي تم استهلاكها مما يساعد في زيادة الوزن والسمنة (الفرنسية واخرون 2001)

what-to-eat
ماهي العادات الغذائية التي تساعد في تحقيق الوزن المناسب
معرفة السعرات الحرارية التي يستهلكها الفرد مهم جدا لانقاص الوزن والحفاظ عليه, اضافة لممارسة النشاط البدني. لابد على الافراد اتباع نظام غذائي صحى. حاول استهلاك سعرات حرارية اقل من الذي تفقده كل يوم. لاحظ وزنك قد يتأثر عن طريق الموازنة بين السعرات الحرارية المستهلكة والمفقودة. عليك زيارة الطبيب او اخصائي التغذية لمعرفة كمية السعرات الحرارية المناسبة لك لأنها تعتمد على جنسك وطولك ووزنك وكذلك نشاطك اليومي المعتاد.




قلة النشاط البدني أكبر مشكلة صحية بالقرن !

كتب السيد هاني العباد نقلاً عن قناة العربية مقالاً بعنوان "قلة النشاط البدني أكبر مشكلة صحية بالقرن".. حيث خصص الكاتب مقالته عن النشاط البدني في المملكة العربية السعودية .. وقال:

لا يوجد شك في أهمية النشاط الحركي والبدني على أبعاد مختلفة من صحة الإنسان التي أثبتتها الدراسات والبحوث الطبية المختلفة. تشمل هذه الفوائد التقليل من كثير من الأمراض المزمنة المصاحبة للتقدم في السن كالتعرض لأمراض القلب وتصلب الشرايين، السكري، بعض أنواع السرطانات، الزهايمر، مشاكل وآلام المفاصل وغيرها. بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من الفوائد الصحية المرتبطة بالنشاط البدني المنتظم التي تشمل رفع أداء الوظائف الحيوية للجسم كالهضم والتنفس وعمل الغدد والصحة الذهنية والنفسية.

فقد نشر أخيراً البرفيسور ستيفن بلير من جامعة جنوب كارولاينا في المجلة البريطانية للطب الرياضي مقالة علمية يؤكد فيها أن مشكلة قلة النشاط الحركي تعتبر أخطر من باقي مشاكل العصر الحالي المعروفة كالسمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين والعادات الغذائية الخاطئة بالرغم من أهميتها جميعاً.

ويعزو البرفيسور بلير عدم شهرة هذه الحقيقة بسبب قلة الوعي بها وعدم التركيز عليها في المجتمع الطبي من خلال الفحص الروتيني للمرضى بخلاف المشاكل الأخرى المشار إليها.

ولإثبات صحة هذه الحقيقة فقد أشار البرفيسور بلير إلى دراسة مطولة على اكثر من 53 ألف رجل وامرأة على مدى 20 سنة وقياس نسبة حدوث الوفيات بينهم وعلاقتها ببعض عوامل الخطر المدروسة.

وكانت المفاجئة ارتفاع نسبة الوفيات إلى 16-18% بين الذين تم اعتبارهم قليلي النشاط واللياقة البدنية عبر اختبارات علمية، مقارنة بمن لديهم عوامل الخطر الاخرى التي تشمل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم مجتمعة التي لم تتجاوز 14%. هذا يعني ببساطة أن قلة النشاط الحركي يقتل أكثر من السمنة والتدخين وارتفاع ضغط الدم مجتمعة.

فإذا علمنا أن الأرقام الأخيرة المعلنة أكدت أن 25% من سكان المملكة يعانون من مرض السكري، كما أن نسبة السمنة لدى أطفال المدارس ارتفعت إلى 35.5 %، وبالرغم من غياب احصائيات محلية دقيقة مشابه، فالوضع الحالي وفقاً لتصريح ذكره رئيس مختبرالنشاط البدني بجامعة الملك سعود د. هزاع الهزاع يشير إلى أن مستوى النشاط البدني عند الذكور منخفض إلى جيد، ولدى الفتيات منخفض جداً وذلك في الغالب بسبب تفشي أسلوب ونمط الحياة الحديثة الخامل المعتمد كثيراً على وسائل التقنية في الاتصالات والالكترونيات والمواصلات التي تشجع على قلة النشاط الحركي، بالاضافة الى عوامل أخرى كالطقس وعدم توفر أماكن مناسبة للممارسة الرياضة واللياقة البدنية الصحية، وأحياناً النظرة الاجتماعية السلبية القاصرة تجاه ممارسة الرياضة.

هذه الاحصائيات قد تدق ناقوس الخطر على المستوى المحلي خصوصاً أن إحصائيات حديثة كشفت أن علاج السكري ومضاعفاته يكلف المملكة 11 مليار ريال سنوياً، وأن في المملكة 20 ألف حالة وفاة سنوياً تحدث من السمنة ومضاعفاتها، وتصل كلفة علاج السمنة والأمراض المصاحبة لها إلى 19 بليون ريال في العام الواحد.

الخلاصة من هذه المعلومات تدعو الى توحيد الجهود بين مختلف مؤسسات المجتمع التي تبدأ على مستوى الفرد والعائلة والمدرسة والمؤسسات الصحية والاعلام للتركيز على اهمية وفوائد النشاط الحركي المنتظم للجميع من الرجال والنساء من الاطفال إلى المتقدمين في السن كوقاية بالدرجة الاولى من العديد من الامراض والمشاكل الصحية الخطيرة.

كذلك يجب على العاملين في مختلف الحقول الطبية والصحية التركيز على اضافة تقييم مستوى اللياقة البدنية للمرضى والمراجعين أسوة بالفحوص الروتينية الاخرى، بالاضافة إلى تشجيع المرضى على ممارسة نشاط بدني منتظم كأفضل البدائل والحلول لعلاج والوقاية من أمراض القرن.




ممارسة النشاط البدني، قبل الأكل أم بعده؟

كتب السيد هزاع الهزاع - في كلية التربية بجامعة الملك سعود - مقالاً بعنوان "ممارسة النشاط البدني قبل الأكل أم بعده"، يستعرض في هذا المقال الوقت المناسب لممارسة النشاط البدني .. حيث قال:



لاشك في أن كثيراً من الرياضيين والممارسين للنشاط البدني بشكل عام يتساءلون: هل من الأفضل لهم الأكل بعد تدريب بدني شاق، أم ممارسة النشاط البدني بعد تناول وجبة الأكل مباشرة؟  وهل ممارسة النشاط البدني تؤثر على عمليات هضم الطعام أم لا؟

ينبغي أن نشير أولاً إلى أنه باستثناء أن يكون الممارس مصاباً بمرض السكري من النوع الذي يعتمد فيه المريض على الأنسولين، وبالتالي هناك احتمال أن يكون مستوى السكر في الدم منخفضاً، فليس هناك خطورة تذكر من جراء ممارسة التدريب قبل الأكل.  غير أنه يجدر التنويه أيضاً إلى أن الرياضي الذي  سيتدرب لفترة طويلة ينبغي أن يكون مخزون عضلاته من مركب الجليكوجين ليس منخفضاً (الجليكوجين مركب كربوهيدراتي مكون من سلسلة من الجلوكوز يخزن في العضلات ويستخدم كوقود لتزويد العضلات بالطاقة، ويأتي من المواد السكرية والنشوية في الطعام)، وعليه فإن عدم الأكل (خاصة المواد النشوية والسكرية) لفترة طويلة يؤدي إلى انخفاض مخزون العضلات من الجليكوجين، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض قدرة الشخص على أداء جهد بدني مرتفع الشدة لفترة طويلة.
إن من فوائد الأكل بعد ممارسة التدريب هو قيام الجسم باستخدام بعض المواد الكربوهيدراتية الموجودة في الطعام المتناول وتحويلها إلى جليكوجين في العضلات، تعويضاً عن الجلايكوجين المستعمل أثناء ممارسة النشاط البدني.  أما في حالة تناول الشخص لوجبة الأكل بدون أن يسبقها ممارسة للنشاط البدني، فإن الجسم سيقوم بتحويل معظم المواد الكربوهيدراتية الزائدة عن الحاجة إلى شحوم تخزن في الجسم.  ويجدر أن نشير في هذا الصدد إلى أهمية التغذية الكربوهيدراتية (تناول الغذاء الغني بالمواد النشوية والسكرية) للرياضيين في الساعات الأولى التي تلي التوقف عن التدريب البدني، نظراً لأنها الساعات التي تكون عمليات شحن وتخزين العضلات بالجليكوجين في أشد صورها.
ومن الفوائد الأخرى لممارسة التدريب البدني قبل الأكل، خاصة للذين ينشدون خفض أوزانهم، أن بعض الدراسات العلمية تشير إلى أن التدريب البدني (خاصة العنيف ) يقود إلى كبح الشهية لدى الشخص لمدة قد تصل إلى نصف ساعة بعد التوقف عن التدريب، ويعتقد أن لارتفاع درجة حرارة الجسم الناجم عن الممارسة دوراً في ذلك الكبح.

قد يضطر بعضنا إلى بدء ممارسة النشاط البدني بعد وجبة الأكل بفترة قصيرة جداً، نظراً لعدم إمكانية الانتظار لمدة ساعتين أو ثلاث، كما توصي به التعليمات العامة في هذا الشأن.  فهل من خطورة صحية من جراء ذلك؟
لابد من الإشارة أولاً إلى أن جزءاً ملحوظاً من الدم في الجسم يتوجه إلى المعدة والأمعاء بعد الأكل مباشرة ، من أجل عمليات الهضم ومن ثم الامتصاص.  لذا فإن كلا من الجهاز الهضمي والجهاز العضلي سيتنافسان على الدم الصادر من القلب، وبالتالي ستصبح عمليات الهضم أبطأ، كما أن العضلات ستتأثر هي أيضاً.  غير أن ممارسة نشاطاً بدني خفيف بعد وجبة معتدلة ليس فيه ضرر أو خطورة على الإنسان السليم الذي لا يعاني من مشكلة قصور في الدورة الدموية للقلب.  بل يعتقد أن ممارسة نشاط بدني خفيف كالمشي بعد تناول وجبة معتدلة من الأكل يساعد على زيادة حرق السعرات الحرارية من قبل الجسم، أي يساهم في صرف طاقة حرارية إضافية من جراء هضم الطعام تقدر بحوالي 15% مقارنة في حالة لو جلس الشخص بعد الأكل بدون نشاط.


لكن ماذا لو تناول الشخص وجبة غذائية دسمة وغنية بالسعرات الحرارية.  كم ينبغي عليه الانتظار قبل ممارسة نشاط بدني معتدل إلى مرتفع الشدة؟  يعتمد الأمر على كمية الطعام ومدى احتوائه على كميات من الدهون.   فمن المعلوم أن الطعام المتناول يذهب إلى المعدة أولاً، حيث تتم عمليات الهضم هناك من خلال حركية المعدة وإفراز إنزيمات الهضم على الطعام المتناول.  ثم يتم بعد ذلك تفريغ الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، حيث يتم في الأمعاء ما يعادل 85% من عمليات الامتصاص للطعام المهضوم.  وتعتمد عملية تفريغ المعدة على عدة عوامل من أهمها كمية السعرات الحرارية التي يحتويها الطعام المتناول،  لذلك تستغرق الدهون وقتاً أطول في تفريغها من المعدة مقارنة بالمواد الكربوهيدراتية، نظراً لاحتواء كل جرام من الدهون على 9 كيلو سعرات حرارية، بينما تحتوي الكربوهيدرات على 4 كيلو سعرات حرارية.  وتشير البحوث العلمية إلى أن ممارسة نشاط بدني معتدل إلى مرتفع الشدة يقود إلى إبطاء تفريغ المعدة من الطعام، بينما ممارسة نشاط بدني خفيف، مثل المشي البطيء ليس لها تأثير ملحوظ على سرعة التفريغ.  غير أن اللياقة البدنية للشخص تعد أيضاً عاملاً مؤثراً في عملية تفريغ الطعام من المعدة، فالشخص ذو اللياقة البدنية المرتفعة يمكنه القيام بنشاط بدني معتدل الشدة بدون ان يكون هناك تأثير ملحوظ على سرعة عملية تفريغ الطعام من المعدة.  وللإجابة على السؤال المطروح في بداية الفقرة نقول: إنه بعد وجبة دسمة، على الشخص الانتظار من ساعتين إلى ثلاث ساعات قبل ممارسة نشاط بدني، خاصة مرتفع الشدة.