السمنة تعني وجود دهون زائدة في الجسم، وهي تختلف عن زيادة الوزن، فقد يكون لدى الشخص زيادة في الوزن بسبب زيادة كتلة العضلات أو العظام أو الماء أو كثرة الدهون.
ومما يسبب السمنة لدى الرضع والأطفال الصغار ليس استجابتهم لعلامات الجوع والشبع والتي تكون بشكل جيد، فالرضيع أو الطفل يتوقف عن الأكل عندما يخبره جسمه بأنه أخذ كفايته، لكن أحياناً يطلب أحد الوالدين من أبنائهم بحسن نية تناول كل ما هو موجود في طبق الطعام، وهذا يجبرهم على تجاهل علامات الشبع وأكل جميع ما يُقدم إليهم، وعندما يتناول الأطفال كمية من الطعام تفوق حاجتهم، يقوم الجسم بتخزين السعرات الإضافية في الخلايا الدهنية لاستعمالها مصدراً للطاقة لاحقاً، وإذا استمر هذا النمط لفترة من الزمن ولم يستفد الجسم من الطاقة المخزنة عندها يقوم الجسم بتكوين خلايا دهنية إضافية وقد يُصاب الطفل عندها بالسمنة.
ويتساءل الكثير من الآباء والأمهات، كيف أعرف ما إذا كان ابني سميناً أو لديه زيادة في الوزن ؟ ،ولتحديد ما إذا كان لدى طفلك زيادة في الوزن أم لا، سيقوم الطبيب بقياس وزنه وطوله ثم يقوم بحساب "منسب كتلة الجسم" ومقارنة القيمة الناتجة بالقيم القياسية، ويأخذ الطبيب كذلك بعين الإعتبار عمر طفلك وأنماط نموه.
ويصبح السؤال الملح هنا هو كيف يمكنني مساعدة ابني إذا كان سميناً أو لديه زيادة في الوزن؟ ويمكن القول أنه من المهم جداً أن تُشعر طفلك بأنك ستقدم له الدعم والمساندة إذا كان لديه زيادة في الوزن، وهي أولى الخطوات ولكن بعد ذلك يجب أن تبدأ العادات الصحية من المنزل، فإن أفضل طريقة لمكافحة أو تجنب السمنة ومشاكل زيادة الوزن لدى الأطفال هي اتباع نمط حياة صحي لجميع أفراد الأسرة، فاختيار الأطعمة الملائمة ومزاولة قدر أكبر من النشاطات البدنية سيعودان بالفائدة على جميع أفراد الأسرة بغض النظر عن الوزن، وكذلك الإقلال من وقت الجلوس أمام الشاشة فقد أظهرت الدراسات بأن هناك علاقة بين طول وقت الجلوس أمام الشاشة والسمنة، لذا ضع أوقاتاً محددة لمشاهدة طفلك للتلفاز، واللعب، وتصفح الإنترنت، ويوصي الخبراء بتحديد ساعتين في اليوم لا أكثر، فكلما زادت فترة مشاهدة ابنائك لشاشة التلفاز أو اللعب بألعاب الفيديو أو استخدام الكمبيوتر كلما قلت الفترة التي يمضونها في الأنشطة البدنية.
كما يجب على الأبوين توفير فرصة الحركة ومزاولة النشاطات لأبنائهم، عبر تسجيل الأبناء في برامج الألعاب الرياضية أو الأنشطة الأخرى بعد الدوام المدرسي، وإذا كانت لدى الأبوين القدرة المادية فيمكن تسجيل الأبناء في إحدى الألعاب الرياضية أو الأنشطة البدنية.
كما يجب الانتباه إلى حجم حصص الطعام، فقد تعادل أحجام حصص الطعام التي أنت وأسرتك مُعتادون عليها ضعفي أو ثلاثة أضعاف الحجم الملائم، لذا قم بتحديد حجم الحصة بحجم قبضة يدك.
إن أهداف معالجة السمنة لدى الأطفال هي ضبط وزن الجسم من خلال التغذية الملائمة والكافية للنمو، ومن المعروف أن انتقاء الوالدين للأطعمة وسلوكهم في تناول الطعام يؤثران كثيراً في اختيار الأطفال للأطعمة وهي الفعالية المطلوبة من الأبوين .
ومن المهم اختيار نمط غذائي صحي لكافة الأعمار.
الغذاء الصحي الجيد هو نقطة البداية لمساعدة الأطفال على النمو البدني والذهني.
طب العائلة..
* نقلاً عن جريدة الرياض..
